"صحابك جدعان ولا في إجازة؟" سؤال قد يطرق ذهن البعض في مثل هذا اليوم من كل عام، فهو يوم يحتفل فيه العالم بـ"الصداقة"، فتجد فريقا يغمره شعور الامتنان لأخلائه الأوفياء ويسترجع معهما الذكريات، وآخرون ذاقوا من غدر الرفاق ينعون حظهوهم التي أوقعتهم في أُناس كانوا يظنونهم أصدقاء، ولكن ماذا عن أصدقائك؟
قبل الحديث عن تجارب الأصدقاء بين الوفاء والغدر، نتحدث أولا عن اليوم العالمي للصداقة، ماذا عن حكايته ولماذا اختارته الأمم المتحدة في هذا اليوم تحديدا؟.
حكاية يوم الصداقة العالمي
في عام 2011 قررت الأمم المتحدة أن يكون الـ 30 من يوليو يوم الصداقة العالمي، تحتفل به في كل عام، بهدف تعزيز الدور الذي تلعبه الصداقة في نشر السلام في العديد من البلاد ونشر الثقافات الإيجابية المختلفة من خلال الأصدقاء.
وعن سبب تخصيص يوم عالمي للاحتفال فيه بالصداقة قالت الأمم المتحدة:"إن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملا ملهما لجهود السلام وفرصة لمواجهة أى صور نمطية مغلوطة والحفاظ على الروابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافى".
وبدأ الاحتفال بذكرى يوم الصداقة العالمي بعد انعقاد الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي كانت في شهر أبريل لعام 2011.
ولا يوجد سبب معين لاختيار يوم 30 يوليو ليكون هو ذكرى يوم الصداقة العالمي، ولكن الهدف من وراء اختيار يوم محدد ليكون عيدًا للصداقة هو رفع قيمة هذه العلاقة الإنسانية الرائعة والتي تخدم المجتمعات بشكل كبير بحسب بيان الأمم المتحدة حول اختيار يوم 30 يوليو ليكون يوم الصداقة العالمي.
وتهدف الأمم المتحدة من خلال هذا اليوم إشراك الشباب في الأنشطة المجتمعية التي تشمل الثقافات المختلفة وتعزيز التفاهم الدولي واحترام التنوع.
ورغم أن الاحتفال بيوم الصداقة العالمي بدأ من عام 2011، إلا أن فكرته تعود لعقود طويلة مضت، إذ تم اقتراحه للمرة الأولى عام 1958 فى باراجواي باسم "يوم الصداقة الدولى" من قِبل منظمة الصداقة العالمية الصليبية، وهي منظمة مدنية دولية تقوم بحملات لتعزيز ثقافة السلام من خلال الصداقة، ومنذ ذلك الحين أصبح احتفالاً شعبيًا فى العديد من دول أمريكا الجنوبية.
وفي هذا اليوم تعمل الأمم المتحدة على تشجيع الحكومات والمنظمات والمجموعات المجتمعية على تنظيم فعاليات وأنشطة ومبادرات تعزز التضامن والتفاهم والمصالحة المتبادلين.
غدر الصحاب
وفي اليوم العالمي للصداقة حين تقلب صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تجد نفسك بين فريقين أحدهم يمتدح أصدقائه ويسترجعون المواقف التي رسخت تلك العلاقة، وآخرون ينعون الصداقة، قد طبعت مواقف الخذلان على مشاعرهم فظنوا أن لا خيل وفي وإنما هم رفقاء مصالح.
بعض الصفحات التي تحظى بآلاف المتابعين على "فيس بوك"، خصصت منشورا للحديث عن "غدر الصحاب" وطلبت من متابعينها يتحدثون عن المواقف التي شعروا فيها بالخذلان من الأصدقاء، فكأنها كما يُقال بالعامية "جت على الجرح"، فتجد الكثير يعلقون بسخرية على الأصدقاء.
أحد النشطاء علق قائلا :"انا اتغدر بيا اكتر مبخش حمام بيتنا"، ومن بعده علق عبده البطوطي :"الصحاب في إجازه"، وبخسرية علق ناشط آخر :"ياعم صحاب مين ده عشري باع براهيم".
جريمة صديقة "شيرين سيف النصر"
ومن الوقائع التي تشير إلى غدر بعض ممن نظنهم أصدقاء، واقعة السرقة التي تعرضت لها الفنانة شيرين سيف النصر، والتي كانت ورائها صديقتها.
فبحسب تحقيقات النيابة العامة فى جنوب الجيزة، حول واقعة سرقة مشغولات ذهبية وألماظ من منزل الفنانة شيرين سيف النصر، والتى تجاوزت قيمتها آلاف الجنيهات، تبين فيما بعد أن صديقتها وراء ارتكاب الجريمة، مستغلةً علاقتها بالفنانة، وسهولة دخولها وخروجها من المنزل، وثقة الفنانة بها من أجل تنفيذ جريمتها.
تبين من خلال التحريات والفحص وتقرير المعمل الجنائى ومعاينة مسرح الجريمة، عدم وجود كسر فى باب الشقة أو فى خزينة المجوهرات، وهو ما أشار بأصابع الاتهام نحو أحد معارف الفنانة، وعلى ذلك بدأ رجال المباحث فى البحث فى قائمة علاقات الفنانة، ومن يتردد عليها باستمرار، لتحديد قائمة الاشتباه، وبمناقشة عدد من شهود العيان، أشارت أصابع الاتهام نحو صديقة الفنانة "إحسان.ك".
وبإجراء مزيد من التحريات، ومطابقة أقوال الشهود والمبلغين، تأكدت التحريات من أن وراء الواقعة "إحسان.ك" صديقة الفنانة، وأنها استغلت حصولها فى وقت سابق على مفتاح غرفة الفنانة، وثقة الأخيرة فيها، نظرًا لصداقتهم التى أمتدت عبر سنوات طويلة، وتمكنت من سرقة المشغولات الذهبية والألماظ الخاص بها.
وعقب ساعات طويلة من التحقيقات بدأت مع ظهر يوم أمس وانتهت فى الساعات الأولى من صباح اليوم الأثنين، أصدرت النيابة العامة قرار بحبس "إحسان.ك" 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة؛ للوقوف على ظروفها وملابساتها.
الجدعنة.."تبرع بنص كبده"
وعلى عكس هؤلاء الذين يطعنون في الصداقة وظنوا أنه لا خيل وفي كما تقول المستحيلات الثلاثة، تجد في واقع الحياة صديق يضحي بأكثر من نصف كبده حتى ينقذ صديقه من الموت، وغيرها من القصص التي تؤكد أن الصداقة الحقيقية ليست مستحيلة.
قبل نحو شهرين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الصديقين "محمود عبد الله، وعبد الله أبو المجد"، لما فيها من تضحيات كبيرة ربما ندرت في هذا الزمان، فهما صديقان تبرع أحدهما للأخر بـ 60 % من كبده.
"مينفعش أسيب صاحبي يموت"، كانت هذه الكلمات قد قالها الشاب محمود عبدالله ذو الـ 24 سنة أمام غرفة الجراحة بمستشفى "المواساة" في مدينة الإسكندرية الساحلية، قبل أن يدخل بصحبة صديق عمره، عبدالله أبوالمجد، ليتبرع له بـ60% من كبده بعدما تدهورت حالته الصحية.
كانت أسرة أبو المجد قد بحثت عن متبرع مناسب لفترة طويلة بعد أن أخبرها الأطباء بأن حالة ابنهم ميؤوس منها ولا حل سوى الزراعة، لكنها لم تعثر على أية متبرعين.
وعندما ساءت حالة أبو المجد قرر أقرب أصدقائه محمود وزميل دراسته في قسم الأحياء بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، التبرع له وإنقاذ حياته.
أبوالمجد أكد في عدة تعليقات على مدى حبه لصديق عمره وزميل دراسته "محمود" والذي يعتبره الأخ والصاحب، مؤكدًا أن صديقه يستحق كل معاني الشكر والامتنان، لأنه لم يتركه في أصعب لحظات عمره، ولم يتخل عنه في الوقت الذي شعر فيه باليأس.
أصدقاء المريض
وقبل يومين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تحمل عنوان "لا تصاحب إلا أصيلا"، وهي تجمع بين أصدقاء أربعة أحدهم مريض وأصدقائه الثلاثة نائمون إلى جواره ورابع يسهر على راحتهم، وجميعهم رفضوا مغادرة صديقهم المريض ليكونوا إلى جواره، وهو ما اعتبره البعض نموذجا يلخص معنى الصداقة والوفاء.
وقال عمر عبدالناصر، مصور الصورة إن صديقه أحمد أصيب في حادث ولجأ إليهم من خلال اتصال هاتفي، مضيفا: "كان لازم نكون على قدر المسئولية، ومع بعض في الحلو والمر وليس وقت الضحك فقط".
وأضاف "عبدالناصر"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح الورد"، المُذاع علي فضائية ten"، أن المستشفى يسمح لمبيت فرد واحد فقط مع المريض، ولكننا حرصنا على التناوب على صديقنا لرعايته خلال فترة الليل، "المكان لم يسع لنوم الجميع بشكل جيد، ولكن لم يمثل عائقا لنا وتجاورنا لكي نستريح قليلا".
صفات تحدد لك من يستحق صداقتك..
وحتى تستطيع أن تميز بين الأصدقاء الحقيقيين الذي يجب أن تتمسك بهم، وبين أولئك الذين يجب الابتعاد عنهم، قدم موقع "lifehack" بعض الصفات التي تساعدك على ذلك:
-الصديق المستمع الجيد رغم المشاغل
نحتاج دائمًا إلى الحديث وصديق نركض للحديث معه من يستمع للمشاكل باستمرار ويساعد على حلها.
الصديق الذى لا يتركك أبدا
-الصديق الحقيقي لا يأخذ موقف منك دون ذكر أسباب ذلك واللوم على الخطأ إذا كنت مخطأ، ومحاولة وضع حلول للمشكلات التي يمكن أن تنشب بينكما.
الصديق المغامر
-الصديق المغامر هو من يشجعنا على تجربة أشياء جديدة وغريبة دون خوف أو قلق.
الصديق المخطط
دائما ما نحتاج إلى ذلك الشخص الذي يخطط للخروجات، ولديه العديد من المقترحات لأماكن جديدة يمكن الذهاب إليها.
الصديق الذى يشجعنا على التقدم في الحياة
نحتاج دائماً لوجود الشخص الملهم في حياتنا، لصديق يلهمنا للأفضل. وليس من الضروري أن يشاركك ذلك الشخص نفس الاهتمامات، لكنه يتحلى بقدر كبير من الصبر لتوجيهك إلى الطريق الصحيح.